وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ
هدى من الآيات :
مثلما تتصل حقائق السماء والأرض بما في بدنك ، لا بد أن تتواصل عبرها وآياتها وما في عقلك من وعي ، ويبدو أنّ الموقنين وحدهم يبصرون آيات الله في الأرض ، وفي النفس وفي السماء التي قدّر الله فيها الرزق ، وجعل فيها ما نتطلّع إليه من فضله ، وما نحذر من نقماته .. وفي قصة ضيف إبراهيم تصديق ذلك ، فقد جاءوه بالبشرى (حيث رزق من عجوز عقيم غلاما عليما هو إسحاق) ، وأرسلوا إلى قوم لوط المجرمين بالعذاب متمثّلا في حجارة من طين قد هيّأت لأولئك المسرفين (الشاذّين جنسيّا).
وكان العذاب مقدّرا بحكمة بالغة ، فلم يشمل بيتا واحدا كان فيه مسلمون وهم آل لوط الذين أخرجهم الله منها سحرا ، وقد ترك هذا البيت كما آثار تلك القرية لكي يكونا آية بيّنة لمن يخشى العذاب (أمّا قساة القلب فإنهم لن يستفيدوا من هذه الآية).