وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
هدى من الآيات :
تكاد فاتحة السورة تهزّ القلب حتى تقلعه من مراسيه حينما تصور واقعة القيامة الرهيبة التي لا تكذيب لها ، هنالك عند ما تخفض فريقا إلى النار ، وترفع آخر إلى الجنة ، عند ما تهتزّ الأرض ، وتتفتت الجبال ، وتنتثر هباء في الفضاء.
ولكن لماذا هذه الكلمات في فواتح تلك السور ، التي تذكّر العباد بيوم المعاد الرهيب؟ ربما لأنّ الناس في غفلة شاملة ، لا ينتفعون شيئا بالعبر والعظات ، فهم بحاجة الى هزّة عنيفة لعلهم يستمعون الى النذير.
ثم تمضي السورة تحدثنا عن الفرق الثلاث الذين تفرزهم عن بعضهم الواقعة : المقربون ، وأصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال. المقربون الذين هم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين في نعيم مقيم ، يتكئون على سرر منسوجة بالذهب ، مشبّكة بالدر يتقابلون مع بعضهم براحة وسكينة ، وزوجاتهم حور عين كأمثال