نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ
هدى من الآيات :
بعد أن درس أعقد مضامين الفلسفة كنظرية الفيض والدور والتسلسل ، وقانون العدم والوجود ، مر أحدهم بعجوز تحرك المغزل ، وسألها : كيف عرفتي مدبر الكون؟ فأجابته بفطرتها وإيمانها البسيط ـ بعد أن أوقفت النسج ـ : هكذا عرفت أن للكون مدبرا. لكنه ظل حائرا لم يدرك شيئا من قصدها ، فبادرته : إن المغزل يقف حينما لا أعمل ، فكيف لا يكون لهذه الأرض المدحية ، والسماء المبنية على ما فيهما من الحياة والحركة والتحوّل مدبّر؟!
هكذا الكثير من الحقائق التي نعيش معها كل لحظة نبقى ساهين عنها دون أن نهتدي إلى عبرها ، فالخلق ، والموت ، والنشأة ، والزرع ، والماء ، والنار كلّها من أقرب الحقائق إلينا وأكبرها شهادة وهدى لو وعيناها ، والإنسان قادر على أن يجعل الحياة كلها مدرسة ، وما فيها من الظواهر والعبر دروسا يكمل بها إيمانه ومعرفته ،