وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
هدى من الآيات :
إذا كان محور سورة «الذاريات» أن الهدف الاساسي من خلقة الجن والانس هو عبادة الله فان خاتمة السورة تبين ذلك بعد ان تمهد له بتوجيهنا : الى السماء كيف بناها ربنا بقوة ، ولا يزال يوسعها ، وإلى الأرض كيف فرشها ، ومهدها لنا أفضل تمهيد ، وإلى سنة الزوجية في كل شيء مخلوق ، تذكرنا بالخالق الغني المقتدر.
ثم يأمرنا بالاستعاذة بالله والفرار اليه من ضعفنا ، وعجزنا ، وشرور أنفسنا ، وشرور العالم المحيط بنا.
ولكي لا نستسلم للضغوط يذكرنا : ان الرسول نذير مبين من عند الله ، وانه يحذّر من مغبة الشرك بالله ، والكفر بالرسالة ، واتهام الرسول بأنه ساحر أو مجنون كما فعل الغابرون جميعا. حتى لكأنهم تواصوا بذلك بينما الحقيقة أنهم جميعا كانوا قوما طاغين ، فاذا تولى عنهم الرسول لا يكون ملوما لأنهم جحدوا بالرسالة ولكن