(ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
فلا ضعف فيه حتى يحتاج الى الطعام ، ولا نقص حتى يحتاج الى إتمام ، وقوته ليست عرضية بل هو متين شديد ، فهو سبحانه لا يغلب ولا تلحقه مشقّة في أفعاله أو رهق.
وربما تدل الآية على أن رزق الله ـ سبحانه ـ يتوالى على عباده بعبادتهم ، وكذلك قال ربنا سبحانه على لسان نبيه الكريم نوح ـ عليه السلام ـ : «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» (١).
[٥٩] ولتبقى مصائر الغابرين عبرة للأجيال ، ولا بد أن نعرف أنّها خاضعة لسنّة إلهية لا تتبدل ولا تتغير ، فلقد أهلك الظالمين لظلمهم ، وسوف يهلك من سار على دربهم عاجلا أو آجلا.
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ)
وما لهم يستعجلون الله ورسوله في عذاب يصيبهم ، تقدم أو تأخر وهل يستعجل أحد هلاكه؟!
قالوا : الذّنوب : الفرس ذو الذنب الطويل ، وسمي به الدلو الكبير الذي يربط في نهايته الحبل لتسهيل عملية التفريغ ، ويبدو ان العرب كانوا يتعاونون في نزح مثل هذا الدلو على أن يكون كل ذنوب لطائفة منهم وأنشدوا :
__________________
(١) نوح / ١٠ ـ ١٢