إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ
بينات من الآيات :
[١ ـ ٦] للقسم الذي يرد في القرآن ، ويتركّز في السور المكية التي تعالج أكثر ما تعالج عقائد الإنسان ، عدّة أهداف ، أبرزها :
١ ـ الربط بين العقيدة التي يدعو الله الناس إليها وبين حقائق العالم ، وأصل القسم هو إبداء الصلة بين شيئين ، فالحلف بالله على فعل أمر أو عدم فعله ، صدقه أو كذبه ، هدفه الربط بين عقيدة الإنسان بالرب وبين ذلك الأمر لاقناعه به. أمّا القرآن ففيه نوع من التجاوز لهذه القاعدة ، لأنّ كلام الله لا يحتاج إلى إثبات من خارجه ، وإنّما الهدف من القسم فيه هو بيان الصلة بين الغيب والشهود ، بين ما يجهله البشر من حقائق الخلق وبين ما هو ظاهر منها.
يقول تعالى : «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى* وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى» (١) وقال : «وَالشَّمْسِ وَضُحاها* وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها* وَالنَّهارِ
__________________
(١) الليل / (١ ـ ٤).