«وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ» (١) وعن الصادق (ع) : «فخلق السماء سقفا مرفوعا ولولا ذلك لأظلم على خلقه ، بقربها ، ولا حرقتهم الشمس بدؤبها وحرارتها» (٢) وقد أيّد صاحب المجمع (ر ض) ذلك عن علي (ع) (٣) ، وفي السقف دلالة على السلام والأمن.
وقد يكون من المصاديق الظاهرة والقريبة للكلمة طبقة الغلاف الجوي المحيطة بالأرض ، حيث تصدّ النيازك والشهب عن الوصول الى الأرض ، كما تمتصّ وتحجب كميّات من الوحدات الحرارية والضوئية الساقطة على الأرض من الشمس وغيرها ، والتي من شأنها لو سقطت بكلّها أن تضر بالحياة عليها.
(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)
قيل : يسجر يوم القيامة (٤) ، يدلّ عليه قوله تعالى : «وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ» (٥) أي صيّرت محمية كالنار والتنّور ، ويبدو لي أنّ المسجور الممتلئ والمتلاطم الموج ، وهكذا في المنجد قال : سجّر التنّور : ملأه وقودا وأحماه ، والماء النهر ملأه ، والبحر فاض ، وسجّر البحر هاج وارتفعت أمواجه (٦).
والعلاقة بين هذه الأشياء التي أقسم بها الربّ قد تكون علاقة المعنى بالمادة ، والمدنية المادية بحضارة القيم ، فلو أخذنا ريشة ، وحاولنا رسم صورة أو تصوّر عن مجموع ما ذكر لكان التالي : جبال عمران مدني السماء البحار (ذات الأثر
__________________
(١) الأنبياء / (٣٢).
(٢) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٣٨).
(٣) مجمع البيان / ج (٩) ـ ص (١٦٣).
(٤) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٣٨) عن تفسير علي بن إبراهيم.
(٥) التكوير / (٦).
(٦) المنجد / باب سجر.