انتمائهم الظاهر إليه ، وكيف يكونون من حزبه وهم يفقدون أهمّ شروط ومضامين الانتماء الحقيقي وهو التولّي لأوليائه والطاعة للإمامة الرسالية؟! وحزب الشيطان ليس تجمّعا ولا تنظيما بذاته ، بل هو الجبهة العريضة والممتدة عبر الزمن لقيم الباطل ورموزه وتجمّعاته بشتى مصاديقها وطبائعها ، والتي يناصرها في الظاهر القيادات المنحرفة ، السياسية والاقتصادية ، والفكرية والعسكرية ، و.. ، وفي الخفاء تنتمي إلى إبليس الرجيم.
(أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)
في الدنيا لأنّهم يواجهون ذلّ الانحراف والهزيمة على أيدي المؤمنين (حزب الله) ، وتتجسّد خسارتهم العظمى في الآخرة ، حيث يصيرون جميعا هم والشيطان إلى عذاب الذلّ والهوان خالدين فيه. وقد أكّد الله خسارتهم لأنّهم إنّما تولّوا رموز حزبهم ، وانتموا إليه رغبة عن حزب الله وأوليائه ، وتركوا الحقّ إلى الباطل ، من أجل المكاسب والربح ، ولن يفلحوا في بلوغ ذلك أبدا.
[٢٠ ـ ٢٢] ويؤكّد القرآن الحكيم مرّة أخرى خسارة حزب الشيطان ، والذين ينتمون إليه ، لمعاداتهم الله بترك رسالته ، ومعاداتهم رسوله بمعصيته وترك التسليم لقيادته ، حيث يصيرون من أكثر الناس ذلّة وصغارا.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ)
لأنّ الله اختص بالعزّة وخصّ بها رسوله والمؤمنين (حزب الله) وليسوا منهم ، (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (١) ، ثمّ أن السبيل إلى العزة الحقيقية هو تطبيق الحق ، وليس اتباع الباطل والأهواء ، وقد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، واتبعوا الشيطان
__________________
(١) النساء / ١٣٩