لا يغلبه أحد ، وينتصر على كلّ عدو.
(عَزِيزٌ)
لا يقبل الذلّة لنفسه ولا لرسوله وأوليائه والمؤمنين (حزبه). وهذه تأكيدات ثلاثة أخرى : «إنّ» ، «قوي» ، «عزيز» ، وما أحوج الحركات الرسالية التي تقف اليوم بإمكاناتها المحدودة تقاتل الشرق والغرب وأذيالهما من الأنظمة الفاسدة ، ما أحوجها أن تتطلّع إلى هذه الآية الكريمة ، وتجعل منها بلسما لكلّ عوامل اليأس والتردّد والانسحاب ، بلى. إنّهم مدجّجون بمختلف الأسلحة وأحدثها (عسكريا ، وسياسيا ، وإعلاميا ، ومعلوماتيّا ، واقتصاديا) ، ولكنّنا منصورون بعزّة الله وقوّته.
ومن الطبيعي أنّه لا يصح الاعتماد في الصراع على أنفسنا بعيدا عن الإيمان بالغيب ، لأنّ المعركة خطيرة ، والتحدّيات كثيرة وصبعة ، كما لا يجوز أن نعتبر الغيب بديلا عنّا في إدارة الصراع ، إنّما يجب أن نبذل ما نستطيع من أجل الغلبة ، ثمّ نتوكّل على الله ، ويبدو أنّ في الآية إشارة إلى ذلك ، فإنّ الله لم يقل : «لَأَغْلِبَنَّ أَنَا» وحسب ، إنّما أضاف : «ورسلي» ، كما تذكّر الآية التالية بحزب الله ، تأكيدا على أنّ لنصر الله شرطين : (القيادة الرسالية+ حزب الله) ، ولا يعني أنّه لا يستطيع نصر الحق وتنفيذ رسالته في الحياة من دون الرسول والمؤمنين ، كلّا .. ولكنّه خلق الحياة على أساس الابتلاء والامتحان.
وباعتبار الآية جاءت بعد الحديث عن الذين يتولّون أعداء الله نستوحي منها أنّ تحالف المنافقين مع جبهة الشيطان ضدّ حزب الله لا يمكنه أن يغيّر من المعادلة شيئا ، فإنّ ذلك لن يضعف حزبه تعالى ، ولكن يكسب أعداءه نصرا على الحق. وقال : «أنا ورسلي» ، ثمّ أكّد بعدها قوّته وعزّته وحده ، لكي يؤكّد بأن غلبة الحق