ليست مرهونة في الدرجة الأولى بنصرة أحد من الناس ، إنّما تتحقّق بإرادته سبحانه ، فلو تنصّل الجميع جدلا عن مسئوليّاتهم ، بل وتحالفوا مع أعدائه ، فإنّه ينتصر للحق. وقال : «ورسلي» ولم يذكر المؤمنين ، مع أنّهم معنيّون بالآية والغلبة ، ربما للدلالة على أنّ نصر الله للمؤمنين إنّما هو لا لاتباعهم خط الرسل ، ولم يفرد بالقول : «ورسولي» ممّا يهدينا إلى أنّ الرسالة الإسلامية امتداد حقيقي للرسالات السابقة كلّها ، وأنّ انتصارها هو انتصار لمسيرة الحقّ في الحياة ، والتي حمل مشعلها الأنبياء في التاريخ ، ونصرة الله لا تتوقّف بعد الأنبياء ، إنّما تستمر في تأييده للحركات الرسالية الصادقة (حزب الله) باعتبارها الامتداد الطبيعي لحركة الرسل ، فنصرها نصر لمسيرتهم.
وهناك ثلاثة سبل :
الأوّل : القوّة الغيبية المباشرة أو عبر الملائكة ، كما نصر نوح (عليه السلام) بإهلاك قومه ، وموسى (عليه السلام) بإغراق فرعون وجنده ، وكذلك النبي صالح والنبي شعيب (عليهما السلام) ..
الثاني : الحجة البالغة التي يسدّد بها أولياءه ، فيقتنع الناس بكلامهم ، ويعرفون أنّ رسالات ربّهم هي الحق ، كما أتمّ الحجة لنبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) فدخل الناس في دينه أفواجا.
الثالث وهو الذي يهمّنا : نصر الحق بالمؤمنين المتوكّلين عليه عزّ وجل ، الراغبين في الشهادة المعتصمين بحبل الوحدة والقيادة الرسالية ، والذين لا يعرفون إلّا السعي الحثيث من أجل إعلاء كلمة الحق ، وهم حزبه بحقّ وصدق.
وأهم ما يميّز حزب الله هو تجرّد أفراده للحق تعبّدا لله ، وتسليما لرسوله عن قناعة