ردّ محكم على محاولات المنافقين التشكيك في قيادته (صلّى الله عليه وآله) وللإمام الصادق (عليه السلام) في هذه المسألة حديث مفصل جاء فيه :
إن الله عزّ وجلّ أدب نبيه فأحسن أدبه ، فلما أكمل له الأدب قال : «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده ، فقال عزّ وجلّ : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان مسدّدا موفّقا مؤيّدا بروح القدس ، لا يزلّ ولا يخطئ في شيء ممّا يسوس به الخلق ، فتأدّب بآداب الله. ثمّ إنّ الله عزّ وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات ، فأضاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الى الركعتين ركعتين ، والى المغرب ركعة ، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركها إلّا في السفر ، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر ، فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك كله ، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ، ثم سنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة ، فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك ، والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة ، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعدّ بركعة مكان الوتر ، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان ، وسن رسول الله صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عزّ وجلّ الله له ذلك ، وحرم الله عزّ وجلّ الخمر بعينها ، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك ، وعاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام ، إنما نهى عنها نهي إعافة وكراهة ، ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ، ولم يرخّص لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيما نهاهم عنه نهى حرام ، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم ، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخّص فيه لأحد ، ولم يرخّص رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما الى ما فرض الله عزّ وجلّ ، بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا ،