[١٧] وماذا تكون النهاية حينما يتبع الإنسان الشيطان ، سواء شيطان الجن أو الإنس كالمنافقين؟ بلى. قد يحصل على بعض المصالح المادية المحدودة ، ويحقق بعض أهوائه ورغباته الدنيوية ، ولكن يخسر المستقبل الأبدي.
(فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها)
إلى الأبد يذوقا ألوان العذاب ، وما هي قيمة بعض من حطام الدنيا إذا كانت هذه هي عاقبته؟!!
(وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)
الذين يظلمون أنفسهم وغيرهم باتباع هوى النفس ، ووسواس الشيطان ، وفي التاريخ صور كثيرة عن هذه العاقبة المشينة. إليك واحدة منها : جاء في الأثر : انه جيء لعابد زاهد من بني إسرائيل بشابة جميلة أصابها الجنون كي يدعو لها بالاسم الأعظم فتشفى ، فلما صار عليهما الليل حدثه الشيطان عن الفاحشة ، وايقظ فيه الهوى والشهوة ، ووسوس له حتى واقع المرأة ، وكانت هذه الخطوة الأولى. ثم عاوده على قتلها حتى لا يفتضح امره بقولها أو بحملها فقتلها ودفنها. ولما أصبح الصباح جاء إخوتها يسألون عنها فأخبرهم بأنها خرجت الى حيث لا يعلم ، فرجعوا ، إلا أن الفلاح الذي دفنت في مزرعته وقع على جسدها وهو يحرث الأرض فأخبرهم ، وترافعوا معه لدى القاضي واعترف بالجريمة فحكم بالشنق. ولكن الشيطان لم يتركه الى هنا انما تابع مسيرته ، فقد جاء له عند حبل المشنقة وأوعده بخلاصه واشترط عليه السجود له ، فسجد للشيطان ولكن الشيطان لم يف له وانما تركه يشنق ، وهكذا صار الى نار جهنم ، وهذه عاقبة كل من يتبع خطوات الشيطان.