كُونُوا أَنْصارَ اللهِ
هدى من الآيات
مهما تكن للباطل من جولة فإنّ الدولة للحق ، والنصر والفتح للمؤمنين المجاهدين وهم أنصار الله وجنده ، ولكن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحدث في الفراغ وبعيدا عن السنن الإلهية الحاكمة في الحياة ، ومنها سنة الصراع ضد الكفر والشرك ومجاهدتهما ، فلا بد أن تنبري للحق فئة تقاتل في سبيل الله صفّا ، وتحت راية القيادة الرسالية ، وتتاجر مع الله (تبيع نفسها وتشتري رضوانه والجنة والفتح) ، كما فعل الحواريّون الذين التفّوا حول عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ ونصروا الحق فأصبحوا ظاهرين بإذن الله.
وحينما نتدبر آيات هذه السورة المباركة فإنّنا نجدها تعبق بشذى الولاية الإلهية ، ففي البداية كان الكلام عن الأذى الذي لقيه كليم الله من قومه ، وربما كان ذلك الأذى متمثّلا في رفضهم لأخيه ووصيه هارون (عليهما السلام) لمّا استخلفه وذهب إلى مناجاة ربه ، ثم عبادتهم للعجل رمز القيادة المنحرفة في