وكلمة أخيرة في هذه الآية هي : أنّ اختلاف الناس إلى مؤمن وكافر ، ومظلوم وظالم ، وقاتل ومقتول ، تجعل البعث والجزاء ضرورة فطرية في ضوء الإيمان بالإله الملك الحميد الذي من مظاهر حمده العدل. وهذه من الأفكار الرئيسية في المبادئ الإسلامية.
[٣] ونجد آية هادية إلى الآخرة عند النظر إلى الحياة مفردة مفردة ، فهي قائمة على أساس الحق بكلّ ما تعني هذه الكلمة من آفاق الواقعية والنظام السليم ، وأهمّ تلك الآفاق بالنسبة للإنسان أنّ الحياة عرصة يجري الله فيها الحق.
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ)
والهدفية من الحق ، كما أنّ العبثية من الباطل. وإنّ الإنسان حينما يلقي بنظره وفكره إلى خلق الكون يراه بكلّ أجزائه حتى الذرة قد خلق بحكمة وهدف معيّن ، كما أنه عند ما يعود إلى نفسه من رحلة الآفاق يرى نفس الحقيقة ، فهو قد صوّر وخلق كلّ عضو منه لغرض محدد ، فالعين للابصار ، والإذن للسمع ، والأنف للشم والتنفّس و.. و..
(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)
فهل يعقل أن يكون الإنسان ككل بلا هدف؟! كلا .. بل له هدف معيّن هو أن يقوم بالحق وهذا يقتضي أن يكون هناك جزاء ومصير. ولأنّ الدنيا تقصر أن تكون محلا للجزاء الأوفى فلا بدّ من دار ثانية يرجع فيها الناس إلى ربهم.
(وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
[٤] وهو تعالى لا يقضي للناس بمصائرهم اعتباطا ، إنّما يجازي كلّ فرد وأمة