الجزاء الأوفى القائم على علمه النافذ في كلّ دقائق الأمور ولطائفها حتى النوايا المنطوية عليها الصدور ، ولا يشغله علم عن علم ، ولا سمع عن سمع ، بل يعلم كل شيء في آن واحد.
(يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ)
خيرا أو شرا.
(وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
وتأكيد الله على علمه المحيط بحياة الإنسان يتصل بمنهج الإسلام التربوي القائم على أساس زرع الوازع الديني في نفوس المؤمنين ، فإنّ المتحسس لرقابة الله عليه لن يقتحم المحرمات والمعاصي ، ولن يتخلّف في أداء الواجبات .. وهذه المنهجية ذاتها هي التي تضع نهاية للخداع الذاتي (المنافقة) ، حيث تضع الإنسان أمام يقين بعلم الله بذات صدره ، وأنّ جزاءه للناس لا يعتمد على أعمالهم وأقوالهم الظاهرة فحسب إنّما يعتمد على ما في القلوب من النوايا والخلفيات أيضا.
[٥] ويحثّنا القرآن إلى التفكر في واحدة من الآيات الكاشفة لحقيقة كون المصائر بيد الله ، ولحقيقة البعث والجزاء في الآخرة ، وهي تاريخ الأمم والأقوام الذين كفروا بالحق فاستأصلهم الله بألوان من العذاب.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ)
في الدنيا ، والوبال هو السوء ، وهنا بمعنى العاقبة السيئة ، وما دام الإنسان مسئولا عن أفعاله في الدنيا وهي دار امتحان فكيف لا يكون مسئولا عنها في الآخرة؟! وعموما : فإنّنا سوف نواجهه إن خالفنا عاجلا أم آجلا في الدنيا أو في الآخرة.