(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
ينتظرهم في الآخرة. ووصف الله للعذاب بأنّه «أليم» ينسف بعض الفلسفات التي حاولت تبرير الذنوب للناس بزعمها أنّ الإنسان يوم القيامة لا يشعر بحرارة النار ، ومثّلوا لذلك بالقول أنّ هناك بعض الحشرات تعيش في النار ولا تتأثر بها! وهو زعم لا دليل عليه.
[٦] أمّا السبب الذي انتهى بأولئك إلى عذاب الدارين فهو تكبّرهم على الرسل ، وكفرهم بهم ، وتولّيهم عنهم إلى غيرهم.
(ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)
أي الآيات الواضحة التي لا غموض فيها. إذن كانت الحجّة قائمة وبالغة ممّا يجعل العقلاء يخضعون لها ، ولكنّ الكفّار لم يتبعوا العقل ، إنّما اتبعوا الأهواء. لذلك لم يسلّموا لقيادة الرسل.
(فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا)
انّهم لم يجدوا ثغرة في رسالات الله لكي يعيبوها ، ولا نقصا في أخلاق الرسل وسلوكياتهم ، ولكنّهم مع ذلك لم يكونوا مستعدين للخضوع لقيادة واحد منهم ، ولا لتحمّل المسؤولية بأيّة صورة ، لذلك صاروا يبحثون عن تبرير يتخلّصون به من المسؤولية ، فكان قولهم أنّ الرسل بشر لا يصح الخضوع لهم ، وهذا ما يتشبّث به الكفّار عبر التاريخ .. فلما ذا إذا يبعث الله الرسل من البشر أنفسهم؟ والجواب : لأمرين أساسيين :
الأوّل : أنّ الكفّار أرادوا من ذلك تبرير انحرافهم وكفرهم ، فلو أنّ الله بعث