ونسفها.
(وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)
لأنّه تعالى قدير ، فهو ليس كما نحن البشر عاجزا أو محدود القدرة ، بل هو صاحب المشيئة التامّة فلا شيء يمتنع عنه أو يصعب عليه. وقد نتلمّس في الآية إشارة إلى أنّ الكفّار زعموا لله مجموعة من الصفات البشرية التي تجعله عاجزا عن بعث الناس بعد الموت في فكرهم ، وذلك امتداد لتصوراتهم ومقاييسهم البشرية التي دعتهم للكفر والتولي عن بيّنات الله ورسله.
[٨] ولكي يتجنّب الناس وبال الأمر في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة ، ويفوزوا الفوز العظيم ، يرسم القرآن المعالم الأساسية لطريق النجاة والفوز. إنّه في الإيمان بالله ورسوله والنور المنزل من عنده.
(فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ)
الإيمان بالله هو الأصل ولكنّه لا يكتمل إلّا بالتسليم لرسوله حتى تتحوّل الرسالة الإلهية إلى واقع حضاري بالانتظام تحت راية القيادة الرسالية ، ولا بد أن تصير واقعا تفصيليّا يضع لمساته على جوانب حياته ومفرداتها المختلفة ، وبعبارة : إنّ الإيمان بالله والرسول ليس عقيدة مجرّدة في القلب ، ولا مظاهر وطقوس فقط ، إنّما هو منهج حياة يجب على الإنسان (فردا وأمّة) ان يلتزم به.
(وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا)
والقرآن نور لأنّه يخرج الإنسان من ظلمات الجهل والكفر ، ويثير دفائن عقله ، وينمّي بواعث الخير في وجدانه ، ويرسم له مناهج الحياة. واي نور أعظم من حبل الله وكتابه الذي يوصل البشرية بالله «نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ»؟!