الإطار العام
ثلاث آيات غرر في هذه السورة ترسم معالمها ، وتحدّد ـ فيما يبدو لي ـ إطارها : فاتحتها : «الحاقة» ، وعند الخاتمة : «وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ» ، وأوسطها «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» ، وحين ينفتح القلب على أشعة السورة يلامس الحقيقة ـ كلّ حقيقة وكلّ الحقيقة ـ بلا حجاب ، وكذلك سور القرآن جميعا هي الجسر بين الإنسان والحقيقة ، يتجاوز المتدبرون فيها كلّ الحواجز ، ولكن كل سورة تسقط عنّا حاجزا.
وسورة الحاقة ـ كما آيات أخرى مبثوثة في كتاب ربنا العزيز ـ تسقط حاجز التهاون ، ذلك أنّ الإنسان بطبعه يعيش الغفلة عن الحق ، والتهاون فيه ، وعدم الجدّيّة في التعامل معه ، واتخاذ أمره بسذاجة بل وبسفاهة. كلّا .. إنّه حق وللحقّ ثقله ، وللحق اقتداره ، وللحق حقيقته وطاقته التي تثبته وتجعل مخالفيه في حرج عظيم. ألم تسمع بقصة عاد وثمود وفرعون وقوم نوح