وتعيها أذن واعية
هدى من الآيات :
الحق والجزاء تومأن لا ينفصل أحدهما عن الآخر ، فإنّما تحكم الحياة مجموعة من القوانين والسنن التي وضعها وأجراها الله فيها فهي مخلوقة بالحق ، ولأنّها كذلك فإنّ الجزاء واقع لأنّه حق ، وإيمان الإنسان بالحق مرهون بمدى إيمانه بالحساب والجزاء ، إذ لا تعني الدعوة للإيمان به شيئا ولا تعكس استجابة في النفس لو لا ذلك ، وهكذا جاء التعبير القرآني عن كفر ثمود وعاد ببيان كفرهم بالجزاء (القارعة) مع أنّهم كذّبوا أيضا بالرسل ، لأنّ الكفر بالجزاء يساوي الكفر بالحق.
وفي هذا المحور تنتظم آيات الفصل الأول من سورة الحاقة في سياق التأكيد على حقيقة الجزاء في الحياة ، كقضية تشريعية وتكوينية ، تتصل بالحق اتصالا متينا ، ففي مطلعها وحتى الآية الثانية عشرة يبيّن لنا صورا من الجزاء الّذي حلّ بالأقوام السالفة نتيجة تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل ، كدلالات واقعية على هذه السنّة الإلهية ، وكآيات هادية إلى الجزاء الأكبر في الآخرة.