تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (١) ، وما يؤكد أنّها الثانية أنّ السياق هو سياق الحديث عن الجزاء ، مما يستلزم الكلام عن النفخة الثانية التي يكون الجزاء بعدها ، ونقرأ هنا بعض الأخبار عن أئمة الهدى في شأن النفخ في الصور ، قال الإمام علي (ع): «وينفخ في الصور فتزهق كل مهجة ، وتبكم كل لهجة ، وتذل الشمّ الشوامخ ، والصمّ الرواسخ ، فيصير صلدها سرابا رقراقا ، ومعهدها قاعا سملقا (مستويا) فلا شفيع يشفع ، ولا حميم ينفع ، ولا معذرة تدفع» (٢) ، وفي صلاته على حملة العرش قال الإمام زين العابدين : «وإسرافيل صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر منك الإذن ، وحلول الأمر ، فينبّه بالنفخة صرعى رهائن القبور» (٣) ، وعن وهب بن منبه عن الإمام الصادق (ع) قال : «خلق الله الصور من لؤلؤة في صفاء الزجاجة ، ثم قال للعرش : خذ الصور ، فتعلق به ، ثم قال : كن ، فكان إسرافيل ، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه ، وبه ثقب بعدد كلّ روح مخلوقة ، ونفس منفوسة ، لا تخرج روحان من ثقب واحد ، وفي وسط الصور كوّة (فتحة) كاستدارة السماء والأرض ، وإسرافيل واضع فمه على ذلك الكوّة ، ثم قال له الرب تعالى : قد وكّلتك بالصور فأنت للنفخة وللصيحة ، فدخل إسرافيل في مقدم العرش ، فأدخل رجله اليمنى تحت العرش ، وقدّم اليسرى ، ولم يطرف منذ خلقه الله ينظر متى يؤمر به» (٤) ، وفي رواية : «مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه ، كأنّ عيناه كوكبان درّيّان» (٥)
__________________
(١) سورة الزمر / ٦٨
(٢) نهج البلاغة / ج ١٩٥ ص ٣١٠.
(٣) موسوعة بحار الأنوار / ج ٥٩ ص ٢١٧
(٤) المصدر / ص ٢٦١.
(٥) المصدر / ٣٦٢.