لهم قدرة الله ، وتتساقط عندهم كل الحجب والتبريرات هنالك ، بل في الدنيا أيضا لمن يؤمن بالآخرة ويعي آياتها.
[١٥ ـ ١٧] وبعد أن يصوّر لنا القرآن مشهدا من القيامة يؤكّد بأنّها أعظم الوقائع التي تمر بالإنسان ، لأنّها تدمّر الكائنات ، وتسوق الإنسان إلى مصيره الأبدي.
(فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ)
والتعريف بالألف واللام يعظّمها في ذهن السامع ، ويؤكد بأنّ للإنسان معها عهدا أودعه الله في فطرته ، فهي ليست نكرة للبشر السوي .. وإنّ في تسميتها (القيامة) بالواقعة يأتي للتأكيد باللفظ على كونها حقيقة لا بد من حصولها ، فكون الشيء الواقعي في الغيب ، ويفصل الإنسان عنه الزمن المستقبل لا ينفي أصل وجوده ، وهذه مسلّمة فطرية وعقلية ، وكأنّ الآية تقول : بأنّ تكذيبكم أيها البشر بالآخرة لن يغير شيئا فيها ، ولا في ما يتصل بها من الاحداث ، فهل يمنع تكذيبنا ـ مثلا ـ من تأثير نفخة إسرافيل في الأرض والجبال؟ كلا ..
ويوصلنا كتاب الله بالغيب ، إذ يضع أمامنا مشهدا آخر من مشاهد الواقعة وهو انشقاق السماء المحبوكة والمتينة الخلق إلى حدّ تكون فيه واهية كالخرقة البالية التي تصير رمادا أو هباء.
(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ)
المحبوكة التي لا فروج فيها ولا ضعف.
(فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ)