أربعة : أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لبني آدم ، والثاني : على صورة الديك يسترزق الله للطير ، والثالث : على صورة الأسد يسترزق الله للسباع ، والرابع : على صورة الثور يسترزق الله للبهائم ، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية» (١)
ولقد خاض بعض المفسرين في مواضيع لا داعي لها ، واختلفوا مع بعضهم في عدد الملائكة وأشكالهم ، وهي بحوث لم نكلّف بها ، بينما توجّه أئمة الهدى ـ عليهم السلام ـ للرد على الأفكار المادية التي حاول أصحابها إثبات معتقداتهم التجسيدية والتشبيهية من خلال الفهم الخاطئ لهذه الآية الكريمة ، حيث شبهوا عرش الله بعروش السلاطين التي يتربعون عليها. تعالى الله عما يصفون علوّا كبيرا.
قال سلمان المحمدي : سأل بعض النصارى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال له : أخبرني عن ربك أيحمل؟ فقال (ع) : «ربنا جل جلاله يحمّل ولا يحمل» ، قال النصراني : وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل : «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ»؟ فقال علي (ع) : «إنّ الملائكة تحمل العرش ، وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ، ولكنّه شيء محدود مخلوق مدبّر ، وربك ـ عزّ وجلّ ـ مالكه ، لا أنّه عليه ككون الشيء على الشيء ، وأمر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه» قال : النصراني صدقت رحمك الله (٢)
وقال الإمام الرضا (ع): «والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول» فقال له أبو قرّة : فإنّه قال : «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ»؟ وقال : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ»؟! فقال أبو
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر نقلا عن كتاب التوحيد.