فاصبر صبرا جميلا
هدى من الآيات :
يعايش الكافرون لحظتهم الزمنية الراهنة معايشة حادّة ، لأنّهم لا يعون الماضي بتجاربه ولا المستقبل بتطلعاته ، ولا يؤمنون بالآخرة. أمّا المؤمن الذي يعيها حيث الزمن هناك طويل طويل لا ينتهي ، ويعي حقيقة الخلود ، فإنّه يعيش في عقله ونفسه وعمليّا توازنا زمنيّا .. فلا ينهزم أمام التحديات والمشاكل إنّما يصبر صبرا جميلا ، لأنّها وإن استوعبت كلّ عمره الدنيوي فهي أقل من ساعة من ساعات الآخرة ، التي مقدار يوم واحد منها خمسون ألف سنة ، ولأنّه لا يدع لحظة تمرّ عليه إلّا ويملأها بالعمل الصالح ، ويستغلّها في سبيل مستقبل سعيد ، ليوازن بين فرصة السعي والعمل القصيرة (أعني الدنيا) ، وبين مستقبل الجزاء والحصاد الخالد (أعني الآخرة) ، فإنّك حيث تراه وتدرس حياته تجده شعلة من النشاط والسعي المتواصل ، ومهما فتّشت في سنيّ حياته فلن تجد إلّا شذرا تلك الساعات الضائعة التي تملأ