الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ
هدى من الآيات :
نستوحي من القرآن أنّ الشخصية البشرية نوعان :
الأول : الشخصية المتقلّبة التي تتأثّر بالظروف المحيطة ، وتنعكس عليها كلّ الظواهر ، لا فرق بين ما يسرّو ما يحزن ، أو بين الخير والشر. وهذه طبيعة السواد الأعظم من الناس.
الثانية : الشخصية المستقرة التي تصوغها الصلاة (والصلة الوثيقة بربّ الكائنات) ويستمدّ أصحابها استقامتهم في الحياة من الإيمان بربّ العالمين ، الأمر الذي يجعلهم يتسامون على المؤثرات السلبية ، ذلك لأنّ الصلاة في بصائر القرآن ليست الركوع والسجود فقط ، بل هي منهج شامل يستوعب كلّ بعد من حياة الإنسان ، وهكذا ترى المصلّي هو المنفق في سبيل الله ، والمصدّق بالآخرة ، والخائف من عذاب ربه ، والحافظ لفرجه ، والراعي لعهده وأماناته ، والقائم بالشهادة