إلى الإنفاق في وجوه الخير من جهة ، ومن جهة أخرى يدفعهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية إلى مدّ يد العون لأصحاب الحاجة والعوز تطبيقا لمنهجية التكافل الاجتماعي التي تستهدفها الصلاة.
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
والسائل هو الذي يعرض حاجته على الناس ويسأل العون مع أنّه قد يكون محتاجا وقد لا يكون كذلك ، ولكنّ كرامة المصلين وعزتهم تمنعهم أن ينتظروا يدا تمتد إليهم بالسؤال حتى يعطوه مهما كان المعطى كثيرا .. فهذا سيد الشهداء وقد طرق الباب طارق يناوله صرة من النقود الكثيرة ، ولا ينظر إليه بل يمدّ يده الكريمة من وراء الباب. هكذا قال المجلسي : فسلّم الحسين وقال : «يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء» قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فقال : «هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا» ، ثم نزع برديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابي وأنشأ :
خذها فإني إليك معتذر |
|
واعلم بأني عليك ذو شفقة |
لو كان في سيرنا الغداة عصا |
|
أمست سمانا عليك مندفقة |
لكنّ ريب الزمان ذو غير |
|
والكفّ مني قليلة النفقة |
قال : فأخذها الأعرابي وبكا ، فقال له : «لعلك استقللت ما أعطيناك؟» قال : لا. ولكن كيف يأكل التراب جودك؟ (١).
أما المحروم فإنّ فرقه عن السائل أمران : أحدهما : وجود الحاجة الماسة عنده وكونه مستحقّا ، والثاني : حياؤه الذي يمنعه عن السؤال .. هكذا جاء في تفسير
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٤٤ ـ ص ١٩٠.