علاجا ، ولا تعلّمنا التجربة من أحد أو احتجنا إلى شريك أو معين ، سبحان الله .. وإنّما تقتضي حكمته الإمهال. قال شيخ الطائفة مشيرا إلى هذا المقطع من الآية : وقوله : «الآية» عطف على جواب القسم ، ومعناه أنّ هؤلاء الكفّار لا يفوتون بأن يتقدموا على وجه يمنع من إلحاق العذاب بهم ، فلم يكونوا سابقين ، ولا العقاب مسبوقا منهم ، والتقدير : وما نحن بمسبوقين بفوت عقابنا إيّاهم (١). ويستشفّ من الكلمة معنى الغلبة لأنّ من دخل السباق وسبق فهو مغلوب ، وتعالى الله أن يغلبه أحد وهو القادر على كل شيء (٢).
وفي الآية (نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) اختلاف في كيفية الإبدال ، فقيل : بالإهلاك وذلك بأن يهلكهم الله ويخلق غيرهم ، وقيل : بأنّه تعالى يبدّل الرسول عنهم ـ وهم المكذّبون المهطعون عن اليمين وعن الشمال عزين رافضين لرسالته ـ يبدّلهم بآخرين قبله يطيعونه ويصدّقون بدعوته. والاثنان صحيحان.
ثم يشير تعالى إلى حقيقة أساسية وهي : أنّ الدنيا وإن كانت تتجلّى فيها سنّة الجزاء إلّا أنّه ليس ضروريّا أن يجازي الله فيها كلّ أحد ، والسبب أنّها دار الابتلاء ، أمّا دار الجزاء فهي الآخرة ، وإنهم ـ أي الكفّار ـ لن يفوتوه ، بل سيلاقون جزاءهم يوم القيامة.
(فَذَرْهُمْ)
في الدنيا.
(يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا)
__________________
(١) التبيان / ج ١٠ ـ ص ١٢٩.
(٢) لقد مرّ بيانه في سورة النجم ومواضع أخرى لمعنى (لا أقسم) فراجع.