مسمّى عنده ...» قال : «الأجل الذي غير مسمّى موقوف ، يقدم منه ما شاء ، ويؤخر منه ما شاء ، وأمّا الأجل المسمّى فهو الذي ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر ..» (١)
وعنه ـ عليه السلام ـ أنه قال : «الأجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه الله وحتمه ، والمسمّى هو الذي فيه البداء ، يقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، والمحتوم ليس فيه تقديم ولا تأخير» (٢).
والذي يظهر من الآية الاولى والرابعة : أنّ قوم نوح حينما ضلوا وكفروا قدر لهم الهلاك السلبي ، وثمة التقاء بين الأجلين هو أنهما حينما يأتيان لا يمكن دفعهما بشيء أبدا إلّا أن يصلح الناس أمرهم من قبل ان يأتيهم العذاب.
(إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
ويؤكد الله هذه الحقيقة لأن الإيمان بها يزرع الخشية في النفس ، ويدفع الإنسان إلى المزيد من الجد والعزم واستغلال الفرصة.
[٥ ـ ٧] تلك كانت رسالة شيخ المرسلين ـ عليه السلام ـ التي تصدى لإبلاغها ، وأعمل كل جهده وصبره وحكمته لكي يؤمن قومه بها ، ولكنهم رفضوه ورفضوها إصرارا على اتباع المستكبرين ، وعلى ضلالات الشرك ، بالرغم من أنهم وهم يسيرون الى الهلاك أحوج ما يكونون إليه وإليها.
(قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً)
وهذه من صفات المجاهدين الرساليين أنهم لا يعرفون وقتا مخصوصا يحصرون فيه
__________________
(١ ، ٢) موسوعة بحار الأنوار ج ٥ ص ١٣٩