والاعتداء والربا وسائر الطرق المحرمة هي وسائل جيدة للارتزاق لما في بعضها من ربح عاجل ، إلّا أن عاقبة هذه الطرق هي الخسارة ، بينما السعي النظيف والكسب الحلال هو باب الرزق الواسع والسبيل اللاحب للثروة المشروعة ، أما غير المؤمن فهو ينهزم أمام الأزمات والمشاكل إلى حد الانتحار ، وكثيرهم الذين انتحروا بسبب عقدة الفشل في العلاقات الزوجية أو الجنسية. وفي تضاعيف الآية إشارة إلى أن المآزق التي يتورط فيها الإنسان تأتي في الأغلب نتيجة ذنوبه ومخالفته لأحكام الله ، فاذا اتقى ابتعد عن الذنوب ونفذ القوانين ، وهل نأتي الطرق المسدودة إلّا بسبب مخالفة القوانين والأنظمة؟!
[٣] ولأن الفقر والضيق من المآزق التي يواجهها الرجل في إدارة أسرته والإنفاق على أهله وعياله ، فإن الإسلام يسعى أن لا يكون مبررا للطلاق ، وذلك من خلال تنمية روح الأمل بالله والتوكل عليه في روعه بأنّه يضمن له رزقه ، وهذه الأفكار والمنهجية ترتكز على قيمة أساسية في الإسلام هي إيمانه بضرورة دفع الإنسان باتجاه المزيد من تحمل المسؤولية وليس تبرير التهرب منها.
(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
أي أن هناك آفاقا للرزق لا يتوقعها الإنسان لمحدودية علمه وإحاطته يفتحها الله له ، وخير شاهد على ذلك ما يكتشفه العلم الحديث من الوسائل والآفاق الجديدة للتنمية والاستثمار والإقتصاد والتي ما كانت تخطر على بال أحد منذ قبل ، جاء في الحديث المروي عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ في رسالته إلى بعض أصحابه : «أمّا بعد فإني أوصيك بتقوى الله ، فإنّ الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوّله عما يكره إلى ما يحب ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، فإياك أن تكون ممن