قرأت في كتاب البيان والتبيين تأليف أبي عمرو عثمان بن بحر الجاحظ قال : وقد كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة ، الحال التي تدعو الى المفارقة بعد المحاسدة والمنافسة للذي اجتمع فيهما من اتفاق الصناعة والقرابة والمجاورة ، فكان يقال : لو لا أنهما أحلام تميم لتباينا نباين الأسد والنمر ، وذكر خالد بن صفوان شبيب بن شيبة فقال : ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية فلم يعارضه شبيب ، وبدّا كلمة خالد هذه على أنه يحسن يسب سبّ الأشراف (١).
خالد بن عبد الله بن الفرج :
أبو هاشم العبسي ، ويعرف بخالد سبلان ، مولى بني عبس ولقب سبلان لعظم لحيته شهد مع معاوية صفين ، وسمع معاوية وعمر بن العاص وروى عن كهيل بن حرملة النمري الأزدي ، روى عنه سعيد بن عبد العزيز التنوخي وخالد بن دهقان.
(٣٢ ـ ظ).
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مطكود السوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي قال : أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال : أخبرنا أحمد بن عمر بن جوصاء ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : قال عبد الرحمن بن ابراهيم : حدثني أبو مسهر عن سعيد ـ يعني ـ ابن عبد العزيز عن مكحول في قوله تعالى : «يبدل الله سيئاتهم حسنات» (٢) قال : يجعل مكان السيئات حسنات ، قال : فقال خالد سبلان : يخرجهم من السيئات الى الحسنات ، قال : فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد.
وقال : أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة الرابعة خالد سبلان دمشقي مولى (٣٣ ـ و) بني عبس.
وقال أحمد : حدثني يزيد بن أحمد عن أبيه قال : خالد جدي لأمي ، ونسبه
__________________
(١) البيان والتبين ، ط. القاهرة ١٩٥٦ : ١ / ٦٨ ـ ٦٩ ، وفيه «يحسن أن يسب».
(٢) سورة الفرقان ، الآية : ٧٠.