ما هو النوم ، وكيف يحدث ، وما أسراره؟ إنّ العلم الحديث لا يزال يتوغّل في رحاب هذه الظاهرة العامة من حياة الإنسان ويكشف المزيد من أسراره ، إلّا أنّ الثابت أهمية دور النوم في تهدئة أعصاب البشر ، ومساعدة مخه على تنظيم المعلومات وتخزينها ، وعودة الجسم إلى أنظمته الذاتية بعد تعرّضه للمؤثرات الخارجية ، وبسط قدر من الهدوء إلى مختلف الأعضاء ، وبكلمة : النوم استراحة الجسم بعد جهد متواصل.
[١٠] ويتمّ النوم عادة في الليل حيث يسدل أستاره على الطبيعة ، ويضفي عليها جوّ الهدوء والسكينة.
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً)
أرأيت لو كانت الأرض بمن فيها وما فيها تتعرض لأشعة الشمس باستمرار أفلم تكن تؤثّر الأشعة فيها وتجهدها؟ هكذا نظّم الله الأرض بحيث يتناوب عليها الليل والنهار لضمان استمرار الحياة فيها.
والتعبير ب (لباس) بالغ في الروعة والدقة. أوليس اللباس يستر الشيء عما يشينه ويضره ، كذلك ظلام الليل يستر الطبيعة والأحياء عن استمرار تعرضهما للأشعة.
[١١] وبعد أن تسترخي الطبيعة فوق فراش الظلام ، يستنهضها النهار لمسيرة متجددة ، فها هي خيوط أشعة الشمس توقظ الروابي والسهول ، وتبعث في النبات والأحياء النشاط والحيوية لتجديد نفسها ، وتواصل حركتها.
(وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً)