(وَثُلُثَهُ)
أحيانا .. وهذا يعني أنّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ يطبّق أمر الله بقيام الليل ، والذي مرّ بيانه في الآيات (٢). وللآية واحدة من دلالتين : الأولى : أنّ رسول الله (ص) كان يقوم كلّ ليلة باختلاف في مدّة القيام بين ليلة وأخرى ، فمرة يقوم أقلّ من الثلثين ، وثانية يقوم النصف ، وثالثة الثلث ، أو أنه ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان ينهض لقيام الليل ثلاث مرات يستريح بينهما ، كلّ ليلة (أدنى من الثلثين ، ومنتصف الليل ، وثلثه).
وهناك رواية تشير إلى الاحتمال الثاني ذكرها العلّامة الطوسي في التهذيب : قال الإمام الصادق (ع) وقد ذكر صلاة النبي (ص) : «كان يؤتى بطهور ويخمّر عند رأسه (أي يغطّى بخمار) ويوضع سواكه تحت فراشه ، ثم ينام ما شاء الله ، وإذا استيقظ جلس ، ثم قلّب بصره في السماء ، ثم تلا الآيات من آل عمران «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ..» ، ثم يستن (أي يعمل بسنّة السواك) ويتطهر ، ثم يقوم إلى المسجد ، فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه وسجوده ، وسجوده على قدر ركوعه ، يركع حتى يقال : متى يرفع رأسه؟ ويسجد حتى يقال : متى يرفع رأسه؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات ، ثم يقلّب بصره في السماء ثم يستن ويتطهّر ويقوم إلى المسجد ، فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك ، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ، ويقلّب بصره في السماء ، ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر (يصلي الوتر) ويصلي الركعتين (يعني ركعتي الشفع أو نافلة الفجر) ثم يخرج إلى الصلاة» (١).
وعلى خطى الرسول (ص) كان خلّص أصحابه من الرعيل الأول يقومون
__________________
(١) نور الثقلين ج ١ ص ٤٢٢.