زهير بن محمد بن علي (١) :
ابن يحيى بن حسن بن جعفر بن عاصم أبو الفضل الأزدي الكاتب المهلبي المكي ، ولد بمكة ، ونشأ بالصعيد ، الصعيدي ، رجل فاضل فقيه مقرئ ، شاعر مجيد ، تولى كتابة الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل محمد بن أيوب ، وحظي عنده وتقدم ، وقدم حلب مجتازا إلى البلاد الشرقية متوجها الى مخدومه الملك الصالح (١٣ و) أيوب المذكور ، ثم قدم حلب رسولا من الملك الصالح الى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد من مصر ، فأكرمه واحترمه وأوسع له في العطاء ، وأقام بها مدة تزيد على ثلاثة أشهر ، ثم قدم في ذي القعدة من سنة سبع وأربعين وستمائة رسولا عن الملك المعظم توران شاه بن أيوب الى الملك الناصر يوسف معزيا في الملك الصالح أيوب ، ومقررا لأمور مرسله ، وكنت اجتمعت به بنابلس في سنة سبع وثلاثين وستمائة ، بعد أن قبض الملك الناصر داوود صاحب الكرك على مخدومه وسجنه في الكرك ، وأنشدني مقاطع من شعره ، وشعر غيره وكان كيسا قاضيا لحوائج الناس ، ولما ملك الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد دمشق ، وكان زهير بن محمد بها فأجرى له معلوما حسنا ، فأقام مدة سنتين ، وكتب إلى عدة أبيات في أمور عرضت له ، وصار بيني وبينه مودة ، ثم توجه الى مصر وأقام بها الى أن مات.
وكان يكتب خطا حسنا وسألته عن مولده فقال لي : في سنة اثنتين وثمانين ـ يعني ـ وخمسمائة بمكة.
أنشدني بهاء الدين أبو الفضل زهير بن محمد لابن الذبروي في ابن بدر الكاتب قال لي زهير وعليه حررت الخط :
يا بن بدر علوت في الخط قدرا |
|
عندما قايسوك بابن هلال |
راح يحكي أباه في النقص لما |
|
جئت تحكي أباك عند الكمال |
أنشدنا أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بنابلس لنفسه من لفظه : (١٣ ـ ظ).
__________________
(١) كتب ابن العديم في الهامش : تقدم قبل ترجمة ابن قمير ، فقدمتها.