أحد بني مالك بن عامر ، وإنما عرف بزياد الأعجم لأنه كان في لسانه عجمة وكان ينزل اصطخر ، فغلبت العجمة على لسانه وقيل أن مولده بأصبهان وانتقل إلى خراسان وذكر أبو جعفر محمد بن عثمان في تاريخه (١) أن أبا أبامة زياد الأعلم لا الأعجم ، والصحيح أن أبا أمامة كنية زياد الأعجم ، ويحتمل أن يكون كنية لهما جميعا.
حكى زياد الأعجم عن أبي موسى الأشعري ، وعثمان بن أبي العاص ، وعبد الله بن عبد الأعلى ، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان وقدم الرصافة على هشام بن عبد الملك ، وشهد وفاته بها ، وكان شاعرا مجيدا فصيحا في الشعر مع لكنته.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال : أخبرنا أبو غالب الماوردي قال : أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال : أخبرنا أحمد بن اسحاق قال حدثنا أحمد بن عمران قال : حدثنا موسى بن زكريا قال : حدثنا خليفة بن خياط قال : حدثنا الوليد بن هشام القحذمي قال : حدثني أبي وعمي قال : حدثنا زياد الأعجم قال : قدم علينا ـ يعني ـ باصطخر (٣٦ ـ و) أبو موسى بكتاب عمر فقرئ علينا :
من عبد الله عمر أمير المؤمنين الى عثمان بن أبي العاص :
سلام عليك ، أما بعد : فقد أمددتك بعبد الله بن قيس ، فإذا التقيتما فعثمان الأمير ، وتطاوعا ، والسلام.
قال زياد : فلما طال حصار اصطخر قال عثمان لأبي موسى : إني أريد أن أبعث أمراء إلى هذه الرساتيق حولنا يغيرون عليها ، فما ظفروا به من شيء قاسموه أهل العسكر المقيمين على المدينة ، فقال أبو موسى : لا أرى ذلك أن يقاسموهم ، ولكن يكون لهم ، فقال عثمان : إن فعلت هذا لم يبق على المدينة أحد خفوا كلهم ورجوا الغنيمة ، فاجتمع المسلمون على رأي عثمان ، قال : فكان يسمي لنا نيف وثلاثين عاملا الى نيف وثلاثين رستاقا (٢).
__________________
(١) لم يصلنا هذا التاريخ.
(٢) لم يرد هذا الخبر في تاريخ خليفة المطبوع ، وكانت غزوة اصطخر سنة ثلاث وعشرين. انظر تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٣٨ ـ و.