شديدا ، فانكشف جماعة ممن كان مع عبد الله ، ثم ثابوا وثبت لهم عبد الله وحميد ابن قحطبة فهزموهم ، وهرب أبو محمد ومن معه من الكلبية حتى لحقوا بتدمر ، وآمن عبد الله أهل قنسرين وسودوا وبايعوه ودخلوا في طاعته ثم انصرف راجعا الى أهل دمشق.
قال : ولم يزل أبو محمد متغيبا هاربا ، ولحق (٤٥ ـ و) بأرض الحجاز وبلغ زياد بن عبيد الله الحارثي عامل أبي جعفر على المدينة مكانه الذي تغيب فيه ، فوجه اليه خيلا فقاتلوه حتى قتل وأخذوا ابنين له أسيرين ، فبعث زياد برأس أبي محمد وبابنيه الى أبي جعفر ، فأمر بتخليه سبيلها وأمنها (١).
أنبأنا سليمان بن الفضل قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : زياد بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس ، أبو محمد القرشي الأموي ، كان من وجوه بني حرب ، وكانت له دار بدمشق في ربض باب الجابية ، ووجهه الوليد بن يزيد الى دمشق حين بلغه خروج يزيد بن الوليد ، فأقام بذنبة ، ولم يصنع شيئا ، ثم مضى الى حمص ، وخرج منها في الجيش الى دمشق للطلب بدم الوليد فأخذ وحبس في الخضراء (٢) الى أن بويع مروان بن محمد ، فأطلقه ثم حبسه بحران بعد ذلك ، ثم أطلقه ، ثم خرج بقنسرين ، ودعا الى نفسه فبايعه ألوف ، وزعموا أنه السفيان ، ثم لقيه عبد الله بن علي فكسره وهرب ولم يزل مستخفيا حتى قتل بالمدينة.
هرب أبو محمد في أول سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، فقد قتل في هذه السنة أو في التي بعدها. (٣).
زياد بن عثمان بن زياد :
ويعرف بابن أبي سفيان النصري ، روى عن عباد بن زياد ، وعبد الرحمن بن أبي بكره ، روى عنه حجاج بن حجاج الباهلي ، وأبو عمر بن المبارك ، وكان بدابق مع سليمان بن عبد الملك ، وعزاه بابنه أيوب حين مات.
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٧ / ٤٤٣ ـ ٤٤٥. تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٤٠ ـ وـ ظ.
(٢) قصر الخلافة في دمشق ، ويعتقد انه كان مقاما حيث قصر العظم الان.
(٣) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٣٩ ـ ظ.