وقال ابن أويس : حدثني مالك : كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش يلبس الصوف ، ويكون وحده ولا يجالس أحدا وفيه لكنة (١).
أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال : أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلّاب قال : حدثنا حارث بن أبي أسامة قال : حدثنا محمد بن سعد قال : أخبرنا اسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال : قال مالك بن أنس : كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يدعو الله ، وكانت فيه لكنة ، وكان يلبس (٤٩ ـ ظ) الصوف ، ولا يأكل اللحم ، وكانت له دريهمات يعالج له فيها ، وقال غير اسماعيل : وكان صديقا لعمر ابن عبد العزيز ، وقدم عليه وهو خليفة فوعظه وقرّبه عمر وخلا به وكان بينهما كلام كثير (٢).
وأنبأنا ابن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا محمد بن هبة الله قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال : حدثنا يعقوب بن أبي سفيان قال : حدثني محمد ابن أبي زكير قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثنا مالك قال : كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس ، فربما أفزعني حسه من خلفي ، فيضع يده بين كتفي فيقول لي : عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا لم يضرك ، وإن كان الأمر غير ذلك كنت قد أفدت بالحذر ، يريد ما يقول ربيعة وزيد ابن أسلم.
قال مالك : وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير ، فرده زياد الى من كان أعانه بالحصص ، وكتبهم زياد عنده ، فلم يزل يدعو لهم حتى مات ، قال وكان زياد رجلا معتزلا لا يكاد يجلس معه أحد إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل ـ فيما أجازه لنا ـ قال : أخبرنا
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري : ٣ / ٣٥٤.
(٢) ابن سعد ـ المصدر نفسه.