سواسها. وقال ابن خلدون : لما اختط الناصر (أي بالأندلس) في أول القرن الرابع مدينة الزهراء واتخذها منزله وكرسيا لملكه اتخذ فيها مجالات للوحش فسيحة الفناء متباعدة السياج ومسارح الطيور مظللة بالشباك. ورأيت في بستان مرسيليا كثيرا من أنواع الطيور والوحوش ومن بينها جمل بنيت له جدران على شكل عربي وعليها كتابة عربية ولاكن لا يفهم منها معنى صحيح حيث الكلمات ملفقة والكتابة محرفة.
تاريخ تأسيس مرسيليا
ذكروا أن في القرن السادس قبل المسيح أتى تجار من آسيا الصغرى ، وآسيا أقدم القارات وأم الاستعمار وأس البناءات ، وأرسوا بمركبهم اليوناني بالشاطي الشرقي من نهر الرون ، ورئيس الرفقة يسمى أوكزان Euxe ? n ، فاستضافهم ملك الجهة نان Nann (على عادة الغاليين في إكرام الضيف) وحيث تلك الليلة بها احتفال لانتخاب ابنته لزوج ، على عادتهم التي أشرنا إليها في فصل سكان فرانسا الأصليين ، فكان من غريب الاتفاق أن البنت جيبتيس Gyptis عند ما خرجت من مخدعها وأجالت بصرها في الحاضرين قدمت الزجاجة التي بيدها مملوءة مشروبا ، وهي علامة الاختيار لذلك الرجل الغريب رئيس المركب (والفرنساويون يعجبهم الغريب من قديم) فبهت الحاضرون لهذا الاختيار الذي لم يكن في الحسبان. وما وسع الملك الذي انقاد بحكم العادة إلى مصاهرة ضيفه الغريب إلّا المبالغة في إكرامه بأن عزز الضيافة والمصاهرة بثالث منة وهي هبة الخليج الذي صارت بشاطئه بناءات رئيس المركب أساسا أوليا لمدينة مرسيليا الآن. وهي مفتاح تبادل التجارة الشرقية التي يرى كثير من أنواعها بالرصيف محشورا في ذلك الصعيد مع أجناس البضايع الغربية. ومنظر هذا الرصيف للمتأمل بديع كمعرض لبواخر الأمم وأنواع بضائعها ، وبه خليط من أجناس الأمم ولغاتها.
مرسيليا كانت تسمى باليوناني ماساليا وبالرومي ماسيليا ، ونسب إليها اللحن الموسيقي المعروف بالمرسيليز الذي اخترعه روجي دونيس ١٧٦٠ ـ ١٨٣٦ وترجمه