الفلاحة إلى الآن مرجع للأمم مثل كتب النبط بآسيا ، إلّا أن قواعد الفلاحة الأندلسية أقرب موافقة لشمال إفريقيا لتقارب الطقس والتربة. ومن أهم الكتب في هذا الفن كتاب ابن العوام الإشبيلي بالقرن السادس الهجري ، ترجم إلى اللغات وطبع. وبالخط العربي نادر الوجود ، ظفرت بنسخة منه ولاكن التصحيف والتحريف من ناسخها يحولان دون الوصول لبعض المسايل منها. وفي أواخر القرن السادس عشر نهضت أمة فرانسا للزراعة على عهد هنري الرابع وبهمة وزيره سولي القائل : إن الزرع والضرع هما مراضع فرانسا. وهذا الملك العظيم له مزايا كبرى على أمته وسيأتي ذكر حلمه وحزمه في الحديث على فرساي. وفي القديم كانت إفريقيا على عهد الرومان خزينة الحبوب لرومة بحيث كانت من أهم مستعمرات رومة التي صيرتها بستانا بالزيتون في القسم الجنوبي ، وروضا بمزارع الحبوب في القسم الشمالي. والآن أخذت تعود لها الحياة التي لا تكون إلّا بالعلم والملقن. فالاحتلال بالمملكة التونسية نبه إلى الزراعة ونشط على غراسة الزيتون وخطط الطرقات وبث علوم الحياة ونشر الأمن ورقى الفكر وأجاد المصنوع. وقد أظهرت إدارة المصالح الاقتصادية الاعتناء الزائد في موضوع الزراعة والصناعة بالكتايب والنشريات والتفقد والمسامرات.
أما فلاحة أرض القيروان فقد قال ابن ناجي عنها في القرن ٨ : وما زالت السحب تتمزق فيها إلى الآن ، فالمعتمد فيها في الحرث إنما هو على السواني التي يسنى على بيرها بالدلو ، وأما الحرث في الأراضي التي تأتي إليها الوديان فغير مأمون فإذا جاء زرعها في عام طيب تبقى أعواما لا يجيء فيها زرع طيب في الأعم الأغلب فيفتقر الحارث فيها. وقد خسرت دنانير كثيرة بسبب الحرث فيها مرارا ، ولكن أصل حرثي إنما هو لقصد الآخرة فأنا رابح في الحقيقة على كل حال.
محصول فلاحة فرانسا
القمح |
٨٥٠. ٢١٢. ١٨٨ |
هكتوليتر |
الشعير |
٢٥٣ ، ٣٢٥ ، ١٣ |
هكتوليتر |
القصيبة |
٠٠٠ ، ٩٩٩ ، ٩٤ |
هكتوليتر |