لذات الحياة الدنيا. وجدت في كرونوبل مظاهرات ضد قانون الثلاثة أعوام وسيأتي الحديث عنه في مجلس الأمة بباريز.
جبال شارطروز
ركبنا يوما بعد الزوال سيارة صديقا دالبايرتو وصعدنا إلى جبال شارطروز شمال كرونوبل وما أبنا منها إلا قبيل الغروب. قضينا في صعودها ونزولها وتعاريجها ودروبها وقراها نحو ست ساعات ، وقطعنا نيفا وسبعين ميلا في الغابات الجميلة والارتفاعات التي تزيد على ألفي ميترو. ذهبنا من غربي الجبال وأبنا من شرقيها ، فمررنا على قرية فورايب بعد أن تركنا جبل نايرون على يميننا شرقا ، وكانت على يسارنا سكة حديد ليون ومن ورائها غربا نهر دراك وإيزاير مجتمعين بعد مجاوزتهما كرونوبل.
كشفنا على قرية صان لوران دوبون وهي في أساس جبال عليا ذات غابات عظمى جاءت في انحدار إلى الشرق والجنوب وقريبة من شعب عظيم. ومنها تنعطف مشرقة الطريق الموصلة إلى دير شارطروز ، والطريق فيما بينهما من أحسن الطرقات التي أجادت هندستها يد البشر وانتفعت بها أرباب الخلاعة والتجارة والصناعة لسير السيارات الكهربائية التي تطير فيها أرباب المال منهم في ظلال أشجار الجبال «ولسير العربات الحاملة لأطول الأشجار المقطوعة من الغابات». وقد وجدنا كثيرا منها في تلك الثنيات المتفرعة من دروب وفجاج هناك تسمى الحلقوم لضغط الجبال عليها والإحاطة بها. نزلنا من السيارة على الضفة الغربية من الوادي الجاري من الشمال إلى الجنوب في الحلقوم الذي بين صان لوران دوبو وبين دير الرهبان بشارطروز ، وتماشينا على جانب الرصيف الحجري الذي يحفظ السالكين بالطريق التي يكتنفها جبلان عظيمان يحجبان بارتفاع أشجارهما أشعة الشمس ، فلا يوجد هناك إلّا ظل ممدود وماء مسكوب.
وقانا لفحة الرمضاء واد |
|
سقاه مضاعف الغيث العميم |