ونساؤهم يجلبن لمنازل الأعيان في سائر الممالك حاضنات ومعينات على القيام بالمنزل. ولا أقول خادمات لأنهم منعوا هاته الكلمة أخيرا وسيأتي ذكر ذلك في باريز. والسويس الآن جمهورية مؤسسة من عام ١٨١٣ ومتمتعة بلذات الحرية التامة.
قال بعض المؤرخين كانت تسمى في القديم هلفيسيا وتولى عليها يوليوس قيصر ، ودامت تحت سيطرة الرومانيين نحو خمسة أجيال حتى نزعها منهم البورغون ، ثم أخذها الفرانساويون في الجيل السادس للمسيح ، والألمانيون في الجيل التاسع ، واستبدوا بها حتى الجيل الرابع عشر إذ أخذ إمبراطور ألمانيا يقسو على أهلها ويعاملهم بالخشونة وإذ ذاك قام رجل شجاع من الفلاحين اسمه غيليوم تل وتصدى لأمر الوالي بالاعتراض فحنق عليه الوالي وعاقبه معاقبة ترتعد منها الفرائص. وهي أنه أمره أن يضع على رأس ابنه الوحيد تفاحة غرضا لرمي النبال ويطلق عليها النبل بيده وإلّا قتله وابنه فأخذ غيليوم تل سهمين رغما عن إرادته ورمى بأحدهما التفاحة فأصابها لحذاقته في الرماية ولم ينل وحيده ضرر ، ثم التفت إلى الوالي قائلا له لو أصاب ابني السهم الأول لصوبت عليك الثاني ، واستبدوا بالاستقلالية سنة ١٣٠٨ م.
المدينة الهادئة
هي جنيف. وعلامتها حسب العادة في إعطاء أسماء وعلامات للعائلات والبلدان (بعد الظلمات النور) وصورة مفتاح ورأس وجناح طاير. ومعنى الجملة في القديم يتعلق بنبوءة عيسى عليه السلام إلّا أن مضربه الآن رمز على حسن جنيف.
وهي معتدلة الهواء في الشتاء والصيف لائقة بالصحة ، وارتفاعها على سطح البحر ٣٧٥ ميترو ، وميزان الهواء في الشتاء سبعة تحت الصفر وفي الربيع ٩ فوقه ، وفي الصيف ١٨ وفي الخريف ١٠ ، وأهويتها طيبة ناعمة ، تمر على جبال الثلج وأزهار الرياض وأشجار الغابات. والبحيرة النقية التي جاءت المدينة على طرفها الغربي وعند مصدر نهر الرون منها إلى فرانسا ، أما مصبه فهو في الطرف الغربي من البحيرة آتيا من إيطاليا. وكامل المدينة وشمال البحيرة للسويس وجنوبها لدولة فرانسا ، فلجمالها اجتمعت الدول حواليها ليأخذ كل حظه من التنعم بمحاسنها. وهيأة