مادلاين فشارع روايال المتصل ببطحاء كونكورد وقنطرتها ومجلس الأمة من حيث ابتدأ شارع صان جرمان. فتلك دائرة مدينة كبرى تتكون من هاذين القوسين في وسطها نهر الساين ، وفي هاته الدائرة مركز العمران وازدحام السكان وهي قلب مدينة باريز. وإن كانت المدينة كلها على شكل قلب. والنهر كدم الحياة يتمشى فيه ورأس هذا الشكل الصنوبري أو المخروط الهندسي من الغرب واتساعه من الشرق.
سكك المدينة
عندهم لها أسماء ، فالفنوما كان متسعا وتكتنفه الأشجار بين المنازل الرفيعة والقصور العالية مثل نهج فرانسا بباب البحر بتونس ، والبلفار دونه في ذلك كله وغالبا به مخازن التجارة مثل الشارع الذي بين باب البحر وباب الجزيرة بتونس.
والنهج يطلق على بقية السكك الصغرى ، والممشى بين الأشجار يسمى «ألي».
والعلامة المعطاة لباريز على عادتهم في البلدان والعائلات. صورة مركب في البحر والكتابة «تسبح ولا تغرق».
الحضارة والبداوة في باريز
باريز هي بابل الساحرة. وما السحر إلّا بحاضرتها الغير المألوفة ، وآدابها الغير المعروفة. عند الأجيال الغابرة ، بل وأكثر الأمم الحاضرة. فباريز إذا سميت عاصمة فهي أم العواصم ، وإن قيل فيها قاهرة فهي قاهرة اسما ومسمى. وإن عبروا عنها بالحاضرة ، أو بالمدينة الزاخرة ، فالأنسب أن تدعى بابل الساحرة ، والمنصف لا يجنح إلى النزاع أو يلج في المكابرة.
كثيرا ما يفوز في المناظرة حزب القائلين بمدح البوادي واعتبارها أحسن مناخا وأطيب هواء وأحفظ للشرف والمال من الحواضر التي هي في القديم أو في غالب أحوالها لا تنطبق هندسة بناءاتها وضيق سككها وتراكم قماماتها على القواعد الكافية لصحة الأجسام ونقاوة الهواء وتسريح النظر في متسع الفضاء وخضرة