«فمحمد» يبدي إليك توجعا |
|
وتصبرا عند الزيارة مثلما |
«يعني مثلما تصبر محبها وتوجع عند ما فقدت ذاتها من متحف الوجود» وبينما أوراق الرحلة مهيأة للطبع وإذا بجرائد الأخبار أتت بنبأ العثور على صورة موناليزة المفقودة من قصر اللوفر في مقاطعة فلورانسا من إيطاليا بعد ذلك الكسوف الذي اعترى مثالها مدة مثلما اعترى جثمانها الخسوف بل المحاق ، الذي ليس معه تلاق.
ديار الآثار
تكونت في فرانسا جمعية الآثار في العقد الأول من القرن التاسع عشر. والآثار تفيد من جهة العلم بما للأمم السابقة من البراعة وجيد الصناعة في الأواني والمسكوكات والبناءات والصور والكتابات. وقد أفادت الأمم الأخيرة من حيث عوائد الأمم الغابرة وتواريخها وآدابها زيادة على التقليد لكل شيء قديم. إذ النفس ميالة إلى التنقل مما يدوم استصحابه لها وولوعه بالتقليد والارتياح لكل جديد. فكانت مصنوعات الأمم السابقة على اختلافها ملجأ تنحت منه الأذواق ما تريد وتغترف منه نفوس الشهوات مبتغاها. ولا تزال الهمم من أرباب العلوم تبذل نفيس العمر والمال في البحث والترحال لأجل العثور على أثر قديم والتفهم في واضعيه وما يوجد عليه من الصور والكتابات والأشكال ، فيشهرونه للعالم الجديد الراغب في توسيع هذا الفن الذي لا يزال في درجات الرقي وبالأخص في الجهات التي لا تزال مساكن وبناءات ومدن أممها السالفة في بطن الأرض وتحت طبقات من تراب العصور التي مرت عليها. وفي هذا الجيل الذي مر على الاحتلال الفرنساوي للقطر التونسي ظهرت آثار عظيمة للأول بدواخل المملكة وعواصمها القديمة تنبئ على أنها خلف عن أمم تداولت ملك القطر الإفريقي. والدنيا دول. من فينقي وروماني وفندالي ورومي وعربي ، أما البرابرة السكان الأصليون فهم هم ، لا يزالون أحياء أثرا من بقايا السكان الأصليين. وكلما بعدنا إلى الوراء في التاريخ وجدنا البناء أمتن والصناعة