ذلك مالا ذريعا. والمملكة التونسية في معرض ممالك القارة الإفريقية. ومدينة القيروان في مجموعات العواصم والمدن الشهيرة ، مما يرغب البشر في سكناهما ، والعين أن تراهما.
المعابد والملاجي
المعابد في فرانسا كثيرة ومنتشرة في المدن والقرى ، وهي في أطراف المملكة ، والمداشر الصغرى أكثر عمرانا وأوفر عبادا وغالبهم نسوة طاعنات. ولا مجادلة أو انتقادا أو كراهية تظهر من السكان لذات الشخص لمجرد صبغة الإسلام ، فهو يؤدي واجباته الدينية بسهولة مثلما بالمملكة التونسية ، ويتجول في جميع البقاع ويحضر سائر المجامع ويدخل الكنائس بدون مانع ، وقد دخلت بعضها وبالأخص العتيق منها لمجرد الاطلاع على الذوق في البناء ، والإبداع في الزخرفة والتفنن والنقش والعناية بهياكل الدين. والمسيحيون أنفسهم يدخلون لمثل هاته الغاية فقط ، ولم أر أدنى معارضة في الدخول للكنائس بجميع جهات فرانسا لما يعلمون أنه لا يخطر بالبال أدنى ازدراء أو إهانة بمحلات العبادة.
أذن سيدنا عمر بن عبد العزيز للوفد المسيحي الذي قدم من الروم إلى دمشق بدخول المسجد الأموي لما كان المراد الاعتبار بقوة بنائه وإبداع هندسته.
نوتردام
دخلت كنيسة نوتردام الرفيعة السماك الشاهقة الصوامع البديعة النقوش ، وهي في جزيرة بنهر الساين وعهدها قديم ، غير أن التجديد الذي بقي له ذكر هو ما كان بمناسبة حضور أحد بابوات رومة سنة ١١٦٣. وطولها على ما ذكروا ١٣٠ ميترو وعرضها نحو الأربعين وارتفاعها نحو ٣٥. وبنوافذها كثير من البلور الملون وبها ثريات نحاسية حسنة ، بها الشموع البيضاء ويتردد الزائرون بكثرة على هذا البناء القديم الذي رأيت به بعض نسوة طاعنات عابدات.