كنيسة مادلاين
يصعد إليها بدرج وشكلها الخارجي كبناءات الرومان ، وشديد الشبه بالبيت المربع الروماني في نيم المسمى لاميزون كاري. بني هذا المعبد لوي الخامس عشر عام ١٧٦٣ م وجاء شمالا من بطحاء كونكورد ، وبينها وبين تجديد البابا لكنيسة نوتردام ستمائة سنة تماما. عزم نابليون على جعلها مدفنا لمشاهير الرجال ثم تمحضت كنيسة في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي.
(الملاجي)
قبر نابليون أو قصر ليزانفليد
نابليون بونبارت من رجال الدنيا ونوادر الأجيال وفلتات الطبيعة ، بما له من قوة الجأش واتساع الفكر وخصال الكمال. أضاء نجمه على القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، وكلما زادت الأيام بيننا وبينه بعدا إلا وازداد عدد الألسنة الناطقة بالثناء عليه والآذان لسماع نوادر أخباره ، والأقلام لتدوين سيرته وضرب الأمثال به. وكان من سياسته أنه لم يضر بالمتوظفين السابقين ، نعم وظف كثيرا من أخصائه فأرضى سائر الأحزاب. كما أنه لما ولي شارك الأمة معه في تدبير المملكة ، لأن الفرنساويين يحبون المساواة ، فأنتج له اعتبار نفسه واحدا من الأمة أن صارت تخضع له الملوك. وهكذا العصبية وقوة الجماعة تزيد في حيثية المتوظف إن لم تكن أساسا لرقيه. والحصول على العصبية وامتلاك القلوب لا يتأتى إلّا بحسن الخلق والحلم وصفات الكمال التي يهبها الله ويوفق إليها من أراد له السيادة من الرجال.
أما البناء الذي صار له قبرا فيسمى ليزانفليد ، بني في أيام لويز الرابع عشر في أواخر القرن ١٧ وجددته عدة ملوك ، وصار ملجأ لعجز كبراء العساكر ، وانتشر ذكر هذا القصر بضمه لرفاة نابليون الأول الذي أعجزه الدهر بعد أن غالبه ، غير أن :
كل امرء بمحال الدهر مكروب |
|
وكل من غالب الأيام مغلوب |