مستشفى باستور
به مداواة مرض الكلب وأمراض الجراثيم على اختلاف أنواعها وتتناسل به حيوانات التجربة. ولتربيتها قواعد معلومة ومعيشة خاصة ودرجة من الهواء معينة.
دخلت الأقسام المخصصة لها وشاهدت معيشتها وأعمالها. توفي باستور الذي استقر بهذا المستشفى بعد أن نقل إليه أعمال الخدمة ١٨٩٥. وهو من عائلة بسيطة وقرأ على نفقة الحكومة ، ثم استخدم معلما ولم ينقطع عن التعليم واكتساب المعارف التي أنفق على مباديها زهرة شبابه ، وذاق مرارة الانقطاع وبعد الدار عن عائلته وأحبابه. ومن واصل السير وصل ، ومن ثابر على ازدياد المعارف جل. وأخذ في التجارب في معمل الكيمياء ، وفعلا كان بالآخرة عمودا وعمادا حتى اكتشف ميكروب تخمر الخل ، واطلع بأخذ الأهوية من البيوت والشوارع وأعالي الجبال في قنينات وبتحليلها ، حسب قواعد الفن الحديثة ، على أن الميكروب في البلدان أكثر منه في الجبال.
وعالج دود الحرير الذي اعتراه الفناء ونجح في مداواته واقتدر على الأدوية المفيدة ضد فساد الجراح.
يؤخذ من كلام هبة الله الطبيب البغدادي المتوفى ٥٦٠ ما تفسد به الجروح من جراثيم الذباب وهو قوله :
لا تحقرن عدوا لان جانبه |
|
ولو يكون قليل البطش والجلد |
فللذبابة في الجرح المديد يد |
|
تنال ما قصرت عنه يد الأسد |
واستمر خمس سنوات في البحث عن دواء الكلب الذي يموت به كثيرون في فرانسا ولعل ذلك لكثرة الامتزاج وتربية الكلاب ، ونجح في تجربة ذلك في غلام استغاثت به أمه لعلاجه من جراحات كلب كلب في جويليه ١٨٨٥ ، فصار يوفر على فرانسا نحو مائة ألف نسمة باكتشافاته المفيدة ، وتخرجت عليه فحول العلماء مثل الدكتور روا الذي اكتشف تطهير الثياب من العدوى. قلت وقد قرر مجلس إدارة