تعففت عنها في العصور التي مضت |
|
فكيف التصابي بعد ما كمل العمر |
إذا المرء وفى الأربعين ولم يكن |
|
له دون ما يأتي حياء ولا ستر |
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى |
|
وإن جر أسباب الحياة له الدهر |
وما خرجت حتى ناجتني نفسي بما حدثوا به عن أبي يوسف يعقوب المنصور حفيد عبد المؤمن في القرن السادس من أنه بنى في مراكش بيمارستانا عظيما في أعدل مكان وأكمل زخرفة ، وغرس به الأشجار والأزهار وأجرى في بيوته المياه وبسط فيه الفرش النفيسة من صوف وكتان وحرير وأدم. ويقال إنه خصص للمرضى لباسا في الليل ولباسا في النهار. وجعله عاما للفقراء والأغنياء وأجرى لنفقة الطعام فيه خاصة يوميا ثلاثين دينارا عدا ثمن ما جلب إليه من الأدوية ، كما أقام فيه الصيادلة لعمل الأشربة والأدهان والأكحال ، وفي كل يوم جمعة بعد صلاته يعود المرضى ويسألهم عن أحوالهم.
مستشفى الصدقة بباريز
زرته ومعي صديقنا الدكتور شايو الخصيصي في أمراض العين ، والقوم خير الناس لمسكين ويتيم وضعيف. فوجدنا به عدة منازل متفرقة وبستانه فسيح وبه من الفروشات نحو ألف. وأطلعتنا الآنسة الباريزية النشيطة ناظرته على المطبخ فرأينا بدائع التقاسيم والتنظيم والنظافة والاستعانة بآلات البخار لتسخين بعض البيوت وآلات الثلج للتبريد ببعض آخر. وهاته المخترعات مع الكهرباء أسرعت بالأعمال وقللت من أيدي العمال. رأيت إداما أبيض يطبخون به مثل الشحم ذكروا أنه دهن نباتي أنفع من شحم الحيوان ، وأنه المستعمل الآن في أطعمة الأروباويين مثل الزبدة.