لسماعها ، يسود فيها النظام وينتشر الأدب. وأرباب الموسيقى وأصحاب الآلات ضبطوا أعمالهم ورتبوا أدوارهم وحرروا كتابات في الألحان التي تجري في مجالسهم ، وبينوا ما يبدأ به منها وما يختم به عند اجتماعهم. فيكون السامع عالما بسائر أدوار الموسيقى في ذلك المجلس. وبعض الأمم لا زالت مجالسها غير معلومة الموضوع ولا مرتبة بها جزئيات الأعمال بل ربما كانت الألحان غير منضبطة وزنا ، والأقوال غير مفهمة معنى. و [مولاروج] حضرت التمثيل بها وهي في بولفار دو كليشي ، وأكثر من يحضرها الغرباء والأجانب عن المدينة ، وكان الكراس الذي به برنامج التمثيل يشتمل على مجموعة أخبار وحوادث جديدة ملتقطة من عدة جهات ، وبالأخص باريس ، وغالبها فيما يتعلق بالسياسة والحب ومحلات التمثيل وهذا الموضوع يسمى عندهم روفو.
وهو تمثيل انتقادي للحوادث الجديد ، ومن لوازمه في التمثيل أن تكون امرأة قائمة عند رفع الستار على هيئة ربة المنزل ، ورجل يسألها كالمستخبر الأجنبي عما في المنزل فتجيبه المرأة إجمالا بما سيمثل كالمخبرة عما عندها ، وتسمى المرأة «لاكوماير» أي هدرة ، والرجل لوكانباير أي محتال. ومن جملة ما فيه : خدمتنا المستقيمون ، المرأة المغرومة بالرياضة ، العشق يجذب العالم ، الليلة الأخيرة في القهوة الأنكليزية «كافي أنكلي» وهي مشهورة في أيام نابليون بباريس. وزارها كثير من أعيان الرجال من عدة ممالك ، وهدمت أخيرا توسعة للطريق العام.
ليونابارك
من المنتزهات الليلية في باريس ، وهي بستان فسيح في نهج لاكراند أرمي بين المدينة وغابة بواد بولونيا. أطلعنا على ما بها النبيه المهذب السيد الهادي بن عمار ، وكان له بها دكان به العطورات والتحف التونسية بشركة آنسة فرانساوية لها ولع بالمصنوعات التونسية وبضائعها والإقامة والتعمير في ترابها. وقد أحسن ملاقاتنا وعرض علينا الإعانة منه على ما عسى أن نحتاجه له بباريس ، فجازاه الله خيرا.
والتونسي يزين وطنه متى رحل إلى الممالك البعيدة. بهذا البستان أراجيح وألعاب