ولو كانت عندنا لعبرنا عنها بالقصبة في الأعياد ، غير أن النساء بها أكثر من الرجال ، وهكذا الحال. في :
مجكسيتي
الكائنة في رصيف دورسي وغير بعيدة من ليونابارك في المكان والأعمال ، إلّا أن هذه أكثر قاصدا وأغرب بأنواع الألعاب ، ومن غرائبها أن دخول الرجال بمعلوم معين والنسوة فيها يدخلن مجانا. وقد تقدم أن المرأة في فرانسا هي كل شيء ولها كل شيء. في أقسام التفرج بالمجيكسيتي طائفة من سودان الصومال يضربون بطبولهم ويصيحون بجعجعتهم ، وبأيديهم الرماح وغالب أجسادهم عارية ، حشروا منهم صبية يقرؤون القرآن ورجالا يحترفون على أساليب البساطة والهمجية في الحديد والجلود والنسج. وقد عرضوا شيئا من بضائع تجارتهم كالخناجر والسبح والحروز. كلمني منهم بعض رجالهم ونسائهم بمفردات قليلة من العربية ، وبعض صبيتهم يطلبون المتفرجين بحالة تسيل دموع الإنسان على أخيه الإنسان عبرة ، لحكمة الخالق وشفقة على ضياع حياة هذا النوع سدى ، ملحقا بقسم الحيوانات التي رأيناها تعرض في قسم من هذا السوق الليلي. فقد رأيت أسدا ولبؤة في قفص من حديد بصدر بيت يسخرهما رجل معهما في القفص واحدا بعد آخر بعصا في يده اليمنى ، يحركها فيصعدان على التناوب من مكان منخفض إلى آخر مرتفع. وفي بعض الأحيان يغضب الأسد ويروم الهجوم على الرجل فيسالمه الرجل ويتركه حتى يذهب غضبه ثم يعاوده بالإرهاب. ومتى عاد الغضب للأسد قابله الرجل بالرمح الشايك فيخشأ. فكرت والأسدان والرجل في نزاع سياسي وقلت ، هذان قويان غلبهما ضعيف والمعروف ضعيفان يغلبان قويا وهل الإنسان ضعيف؟ نعم. أو هو قوي؟ نعم! بالنظر لبدنه العاري من أصل الخلقة عما يستره ويقيه من الحر والبرد مجردا من أدوات الدفاع من ناب ومخلب ، محتاجا إلى الغذاء في اليوم الواحد عدد مرات ، عاجزا عن تحمل المشي المستمر بضع أيام ، قاصرا في سرعة العدو عن السباع والطيور وكثير من أنواع الحيوانات. حياته موقوفة في هذا العالم على أشياء كثيرة كالثياب والسلاح والطعام