من قبل بعض أسماء يلائمه أكلها وأحيانا لا يجدها في بعض جرائد المطابخ ، فعلى الإنسان أن يتزود من أعلام المأكولات الفرنساوية حتى لا ينخدع بما لا يليق أو يتورط فيما لا ينبغي وأخيرا يدفع المال على كل حال. وكثرة المطابخ اللائقة عادة قديمة في الصين.
ذكر صاحب أخبار ملوك الأمصار ما مضمونه : حكي لي عن أحوال هذا القوم ما ينبئ عن عقول جمة وترتيب حسن وتأمل في الأمور ، فمما حكي لي عنهم أن في مدن الخطا مطابخ تطبخ فيها الأطعمة الفائقة والمشروب اللذيذ مما لا يوصف حسنه ومما يصلح أن يقدم منه للملوك ، معدة لمن يشتري منها من الأكابر حتى أن أحدهم إذا اهتم بضيافة كبير بعث إلى صاحب المطبخ من تلك المطابخ وقال له عندي ضيف وأريد له ضيافة بكذا في وقت كذا ، فإذا كان ذلك الوقت حمل إليه كل ما يناسب من بدائع المأكول والمشروب والمشموم كل شيء في وقته. وإن كان المضيف ما له مكان يصلح للضيافة أعد له صاحب المطبخ مكانا بكل ما يحتاج إليه من البسط والفرش والآلات والغلمان على قدر ما حد له المضيف من القيمة ، يحسب له صاحب المطبخ حساب مكسبه في مثل ذلك عن أجرة المطبخ والدار والفرش وكلفة الطعام والشراب وأثمان كل شيء بحسابه ، بقانون معلوم لا يزيد ولا ينقص من غير أن يحصل على المضيف تفريط ولا خيانة في شيء قل أو جل.
شرقي باريز
«غابات أركون» ، سافرت لها من باريز مع سكة قطار الشرق إلى شالون سور مارن ومنه تحولنا إلى قطار فيردان المدينة الفرنساوية الحربية التي بحدود ألمانيا. وصل بنا القطار غابة أركون في مقاطعة موز ، الممتدة هاته الغابة من الشرق إلى الغرب في نحو عشرة أميال وشمالا جنوبا نحو أربعين ميلا وهي بالحدود الشرقية من فرانسا. فنزلت بها في قرية كليرمون أنركون المستندة إلى جبل صانتان شرقيا منها ومجللا بغابة شعراء. وقد أرشدني رفيق في القطار «والفرنساويون أهل إرشاد لضيوفهم» إلى النزول بهاته القرية قبل محطة أوبريفيل لما بها من مرافق الإقامة وأدوات السفر إلى فاراين