التي هي وجهة سفري ، وإن كانت أبعد مسافة عن فراين من أوبريفيل. أخذت عربة من أتيل فوباير ذهابا وإيابا إلى فاراين البعيدة غربا عن كليرمون بأربعة عشر ميلا ، وصاحبنا إلى فاراين شيخ كرسكي من شأنه تقضية مدة في هاته الغابات وآنسنا بحسن معاملته ، والغريب إلى الغريب نسيب.
سلكنا طريقا مظللة بالأشجار المثمرة من السوريز والتفاح الممنوع قطفهما عن غير الإدارة التي لها النظر في صرف أثمان تلك الغلال على مصالح الطرقات. لذلك صيانة تلك الغلال مما يشارك فيها السكان العارفون بمصالحهم ، لأن دخلها يعود على صالح وطنهم ، وطرق مواصلتهم في تلك المروج البسائط والمزارع الواقعة بين تقاطيع سحب غابات أركون المتلبدة على المرتفعات وحفافي الشعاب والمنخفضات. والأهالي هناك أرباب عمل وأبدان خصبة وعضلات قوية وأجسام ممتلئة ووجوههم مستديرة ومحمرة الوجنات إلى الأذنين. شاهدنا منهم الانكباب على أعمال الزراعة مع نسائهم وصغارهم بالفدادين بضواحي قريتي نوفيي وبرويو ، والبساطة بادية على مساكنهم ومعاملتهم ولباسهم.
كانت تحييني صبيتهم من المزارع على حفافي الطريق بقولهم «بونجور مسيو لوكوراي» ظنا منهم بأنني شماس لما كنت من برد الطقس في هذا الصقع مرتديا برنس أبيض. وهو شعار أهل الدين من قديم وتلبسه إلى الآن طائفة من رهبان المسيحية. وبعض السكان لجهلهم اللباس العربي ، «وربما لم يرفرف جناح البرنس على تلك المقاطعة منذ عهد بعيد حل فيه العرب ساحات فيردان في الفتوحات الأولى» ، كانوا يهمسون لبعضهم بأننا من رؤساء العساكر «ضباط». وعمالة نهر موز مدينتهم الكبرى الحربية فيردان ، قطعت تذكرة السفر إليها ثم اقتصرت لضيق الوقت على ما حواليها.
فاراين أنركون
قرية صغرى لها شهرة كبرى ملأت المسامع حيث بات بها لويس السادس عشر بعد ما قبض عليه بها عند فراره من باريز فكانت مصيبة الملك بها شهرة لها وسمعة.