النقل ومراكز الكمارك تحتم الوزن. والراغبون في الشراء لهاته البضاعة المشتهرة بها قرية إيسودان يطلبونها بالقيس وهو مختلف بالنسبة للأمم التي غالبها تستعمل قياس الميترو خلافا لدولة الأنكليز التي لا تقبل الحساب بغير القدم على عادتها في إلغاء كل ما ليس من خصائصها وعدم اعتباره حتى أنها تتجاهل لغات العالم وهي تعرفها ، ولا يكبر في عينها إلّا الناطق بلسانها. فوجب على مثل هذا المعمل الفرنساوي أن يقيس بمقياسين وأن ينقاد بداعي ترويج البضاعة «إلى الطاعة». وجملة القول إن هاته الآلة من عجايب الاختراع ، وأهم وسايل الإسراع.
اشتهرت في إيسودان صومعة عتيقة تسمى بلسانهم «لاتوربلانش» الصومعة البيضاء ، مستديرة من غالب جهاتها ، وفي قطعة من قوس الدائرة زاوية منفرجة رأسها خارج الدائرة. وبناؤها يرجع إلى أيام الأنكليز بهاته الجهة من عام ١١٧٦ إلى عام ١٢٠٠ ، وما تمت أعمال القصر إلّا أيام فيليب أوكيست. وشكل هذا القصر من النوع المعروف بناؤه على الشواطي للحراسة ، ويسمى «التور» ، يصعد إلى طبقته العليا بسلم يوضع عند الحاجة ويزال بعد ذلك حيث لا منفذ للطبقة السفلى ، ومن داخل الشبابيك تبتدئ الدرج المستديرة مع داخل جدران التور.
توجد كتابات عبرانية على جدران هذه الصومعة تشهد باستعمالها في غير ما وضعت له ، فبعد أن كانت حصنا للمدافعين والحراس ، باتت في بعض الأوقات سجنا لأشخاص مختلفي الأجناس. وإليك بعض هاته الكتابة التي ترجمها كوهين مدير المكتبة الإسرائلية في باريز : أخوان مسجونان إسحاق وحاييم أبقاهما الله وأعانهما وأنقذهما من الظلمات إلى النور ومن الأسر إلى الحرية آمين آمين صلاح وصلا في اليوم الثالث «براشا فايهي» (في ٦٤ الكوفير الصغير) ويوافق هذا التاريخ العبراني فيفري عام ١٣٠٤ م.
جوزاف بن دافيد ـ المنصف بورك فيه.
عزارياه بن يعقوب.
يعقوب بن يهودا.
صعدت لها بنحو ٤٥ درجة من خشب من الطبقة الأولى التي أحدثوا بها بابا